المقدمة #
لنكن صادقين: أنا شخص انطوائي
لم تكن القيادة في البداية ضمن أولوياتي، ففي معظم الأيام كنت مشغولًا بمحاولة اجتياز الحصص الدراسية دون أن أتسبب في نقاش غير مرغوب فيه.
كنت دائمًا في الصف الأخير، آملًا أن لا يناديني الأستاذ، وأعد الدقائق التي يمكنني التركيز خلالها قبل أن أبدأ في التفكير في أشياء أخرى.
لكن في النهاية، قررت أن أخرج من منطقة الراحة الخاصة بي وأتولى أدوار القيادة.
في النهاية، انتهى بي الأمر بقيادة باشن ونادي جوجل الطلابي للمطورين، حيث تمكنت من إدارة أكثر من 100 متطوع وتأثير أكثر من 1,000 شخص من خلال العديد من المبادرات المجتمعية.
مرت رحلتي بالكثير من الأخطاء، ولكن تلك اللحظات كانت ضرورية لأنها ساعدتني على التعلم والنمو.
لم يكن الطريق سهلاً دائمًا، لكن عند النظر إلى الوراء، أنا ممتن للفرصة التي أتيحت لي لأترك أثرًا في الآخرين.
القيادة ومساعدة الآخرين كانت تجربة ساعدتني على النمو بطرق لم أتوقعها.
لماذا بدأت في القيادة؟ #
عادة، في كل مقال أكتبه، أجد نفسي أذكر تحدي الـ 29 يومًا أولاً.
كان هذا التحدي هو السبب الذي دفعني للبدء في تدوين ملاحظاتي وقرار التقديم لـ إيلب.
تحدي الـ 29 يومًا كان له تأثير عميق عليّ.
عندما ذهبت، كان المجتمع هناك رائعًا جدًا وداعمًا.
ساعدوني في التغلب على مخاوفي وتطوير نفسي على مستوى شخصي.
كان هذا التحدي دافعًا لي للنمو، ومن خلاله اكتسبت قيمًا مثل العطاء، والتعاطف، والتحسين المستمر.
كنت ممتنًا جدًا لتلك الفرصة، وأردت أن أكون جزءًا من شيء يمكنه أن يؤثر في الآخرين بشكل إيجابي.
تمامًا كما فعل المنظمون لذلك التحدي، قررت أن أساهم في مشروع له تأثير ملموس على الناس، ويكون ضمن إمكانياتي.
مجتمع باشن #
أمضيت جزءًا كبيرًا من حياتي في تعلم المهارات التقنية واكتساب المعرفة.
لذلك، خطرت لي فكرة مشاركة تلك المهارات وتعليمها للآخرين بطريقة ممتعة وتفاعلية.
كما أردت أن يساعد الناس في تحسين لغتهم الإنجليزية من خلال الاستماع والمحادثة.
كنا ننظم جلسات تفاعلية باللغة الإنجليزية حول مواضيع متنوعة.
كما نشرنا مقالات حول كيفية اكتساب المهارات.
كنت أرغب في القيام بالمزيد، وعرفت أنني لا أستطيع القيام بذلك بمفردي، لذلك قررت نشر استمارة للتطوع.
لدهشتي، تقدم العديد من الأشخاص للانضمام، وبنيت فريقًا من المتطوعين.
في البداية، كان من الصعب إدارة فريق وتوزيع المهام، وكان العمل أبطأ من عندما كنت أعمل بمفردي.
لكن مع مرور الوقت، تعلمت كيف أكون قائدًا بالطريقة الصحيحة من خلال ارتكاب الأخطاء والتعلم من الآخرين.
من المؤكد أن محاولة القيام بكل شيء بمفردك لن تؤدي إلى أفضل النتائج.
وجود فريق هو أمر حيوي، ولكن التحدي يكمن في كيفية إدارة الفريق.
لقد ساعدت العديد من الأشخاص، وأخبرني أحدهم أنني غيرت مجرى حياته.
يشعرني هذا بالسعادة لأنني ربما تركت أثرًا حتى وإن كان بسيطًا، وإن كان ذلك لشخص واحد فقط.
خلال عام واحد، أنجزنا الكثير وتعلمت العديد من الدروس من خلال باشن.
المتطوعون يأتون ويذهبون، ولكنني تمكنت من قيادة أكثر من 100 متطوع.
باشن كان له أكثر من 1,000 عضو على منصتنا الرئيسية عبر تلغرام.
برنامج القادة الشبان العراقيين (إيلب) #
سبق وأن كتبت منشورًا حول هذا الموضوع، لكنني تحدثت فيه بشكل عام.
إذا كنت سأتحدث عن تجربتي في القيادة، فلا بد لي من ذكر إيلب.
ليس الأمر متعلقًا بالهيكل الأكاديمي أو ما تعلمته - فقد كنت على دراية بمعظم ذلك.
لكن البرنامج ساعدني بشكل كبير في التعرف على نفسي وطريقة قيادتي.
تعلمت الكثير عن التحديات التي نواجهها وكيفية العمل على حلها.
أهم درس استفدت منه هو أنني الآن أفقه معنى القيادة.
بالنسبة لي، القيادة تعني تحمل المسؤولية، والسعي لحل المشاكل دون التذمر منها، مهما كانت صعبة.
القيادة تتعلق بتبني عقلية نمو، وإلهام الآخرين، وإحداث تأثير إيجابي.
نادي جوجل الطلابي للمطورين (GDSC) #
كنت مؤسسًا وقائدًا لـ نادي جوجل الطلابي للمطورين جامعة المستنصرية في 2022-2023.
كنت أرغب في أن يكون لي نفس التأثير الذي حققته مع باشن، ولكن هذه المرة بشكل شخصي في الجامعة، مع تركيز أكبر على تعلم الإنجليزية والمهارات المطلوبة في سوق العمل مثل البرمجة.
كانت لدي الخبرة هذه المرة، ولكن واجهت العديد من التحديات.
كانت عملية التسجيل في النادي صعبة، كما أن الجامعة لم تمنحنا الكثير من الحرية.
شعرت بالإحباط في العديد من الأحيان، ولم أكن أعرف كيف أتصرف.
لكنني فعلت ما بوسعي، وقد شكلت فريقًا أساسيًا، وبدأنا العمل.
نظمنا لقاءات أسبوعية باللغة الإنجليزية داخل الجامعة.
قمنا بتنظيم ورش عمل حول مواضيع متنوعة في المهارات التقنية والناعمة.
أنشأنا دورات تعليمية في البرمجة، والتصميم، والإنجليزية.
لم أكن قائدًا مثاليًا، لكنني فعلت ما في وسعي، وبمساعدة فريقي، حققنا الكثير.
أهم ما تعلمته هو الخبرة التي اكتسبتها.
واجهت تحديات، وتجاوزتها، وهذه التجربة ساعدتني على النمو بشكل مهني وشخصي.
الخاتمة #
عندما أسترجع تلك التجربة، أدرك أن الرحلة لم تكن عن الوصول إلى الكمال، بل عن المشاركة والإصرار على إحداث فرق.
لم يكن الطريق سهلاً، وقد ارتكبت العديد من الأخطاء، ولكن الدروس التي تعلمتها كانت تستحق كل شيء.
القيادة ليست عن امتلاك جميع الإجابات، بل عن التعلم والنمو، وإلهام الآخرين للقيام بالمثل.
أنا ممتن للفرص التي أتيحت لي ولشرف المساعدة التي قدمتها للآخرين.
من خلال كل ذلك، أدركت مدى تأثير تحمل المسؤولية، ودعم المجتمع، والقيادة ذات الهدف.
وهذا هو ما سأحمله معي في كل خطوة قادمة.